الأربعاء، 24 أغسطس 2011

ثــــــرثرة قلــــــم


أمـــــــــــــــــــــــــــــــــي ...
عندما أمسكت بالقلم لأكتب ...
فاضت ذاكرتي بأيام خوالي مرَت عليها السنين ...
أيام كنت أحمل فيها لقب طفله وقلب طامحه ...
كنت أثرثر كثيرا وكذاك قلمي ولوني كانا ثرثارين ...
لم تخبرني ذاكرتي بتفاصيل ما قلته أو كتبته لكنها أخبرتني بعبارة لطالما رددتها وتوجت بها عباراتي ...
" الداعـيــــــــــــــــــــــــــــه الصغـــــــــــــيره "
وأحيانا أزين إسمي بحرف الدال ...
لم أنسى كم كنت تفرحين عندما أخبرك بأني  أود أن أصبح داعية إلى الله وطبيبة أمد يد المساعده ...
ثمة أشخاص ناجحون كانوا السبب الذي دفعني حينها أن أختار  هذين المجالين ، دون علم بما يحويانه ..
ولكنني لا أنكر عشقي لسماعة الطبيب ومايكرفون الداعيه ....
واليــــــــــوم يا أمــــــــــــــي ..
كتبت لا لأثرثر  بأحلام وأمنيات
ولكن لأخبرك بصعوبة ما كنت أقولـــه ...
كتبت لا لتصفق لي عيناك كطفلة لها أمــــــــــــــــــــــــــل
ولكن أردتك أن تهبيني صادق الدعوات والنصائح ....
فقد وجدت نفسي بموطن فيه يدرس الطب، ومنه يتخرج الأطباء ...
وجدت نفسي بموطن فيه يتأهل الداعون إلى الله ومنه يتخرج الدعاة ....
أمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي ..
لقد وصلت لصرح فيه قد أحقق حلماي معا وفيه قد أخسرهما معا...!
أدركت أني سأتخرج ذات يوم طبيبه إن كتب الله لي في العمر بقيه
ويزين حينها إسمي بحرف الدال الذي كنت أرسمه في مخيلتي ..
ولكنني تعلمت أنها تختلف كثيرا من طبيب لأخر
تعلمت أنها تؤخذ بعد جد وإجتهاد
تعلمت أنها وإن أخذت قد لا تعني شيئا
فليس الطبيب من يصف الدواء ..
إنما من يعايش المريض ويحمل همه ويقاسمه ألمــــــــــــــــــــــــــــه وحزنه ...
ثم يصف له العلاج الرباني  ويذكره أن الشفاء من عند الله ، قبل أن يصف له تلك العقاقير والأدويه.....
وتعلمت يا أمي شيئا آخر !
أنني لن أكون داعية حتى أتسلح بالعلم والفقه وآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ....
أدركت يا أمي أن علي الكثير لأفعله....
لا تحسب المجد تمرا أنت آكله             لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
أمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي ..
كان ترديدي لأحلام وأمنيات أمر سهل للغايــــــه
لكنه الآن يفرض علي أن أخوض الصعاب لأجل تحقيقه ...
لن أتراجع أو أنحني بإذن الله يا أمي ..
فما نيل المطالب بالتمني             ولكن تؤخذ الدنيا غلابا      
أمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي ...
لم أعد طفله لكنني لا زلت أحمل قلبا طامحا




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليقك...لتقدم خطوات