الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

هل نملك ما تملك فلانه ؟؟



                                                        كانت تقبع في آخر كرسي في الفصل


طيبة الأخلاق ،حسنة السمت ،جميلة الفعال
أما من الناحية الدراسيه فقد كانت الدراسه لا تعني بالنسبة لها شيئا...
 تنتابني الكثير من التساؤلات عندما أجدها تقف أمام المعلمه بجمود
 .. هل تدرك؟ هل تفكر؟ هل من المعقول أن تكون بلا عقل ؟؟
أبتلع تساؤلي حائره وأصمت وتمر السنين والأيام..
وككل عام تستلم شهادة بترتيب الأخيره على مستوى الفصل أو ما قبل الأخيره..

ولا ضَير !!

في المرحلة المتوسطه لم تجدد شيئا إلا أنها نجحت وبذات الترتيب على مستوى الفصل
وإنتقلت إلى العام التالي
بينما رسبت شقيقتها والتي كانت بنفس المستوى وبذات الصف الذي ندرس فيه...

ولا ضَير !!

فكل شيء بالنسبة للشقيقتان هيِنا.. والدراسة عدوهما اللدود..

أما المعلمات فقد وصلن إلى مرحلة من اليأس تفرض عليهن
الصمت إذ ما عاد العتاب يجدي نفعا

ولا ضَير!!!

وذات يوم دراسي كئيب
ودعت فيه أخوات جمعتني بهم جدران فصلي ..
 وودعتها بحزن فأخفت هدية صغيره بكفِي
 ورحلت أنا بعدها إلى وطن آخر ...

لم تنقطع عني بإتصالاتها ...
 ودق جرس الهاتف ..لم تكن هي بل كانت صديقة أخرى
 وبعد السلام والسؤال عن أحوال الطالبات في فصلي سألتها

من أحرز المرتبة الأولى هذا العام
فأجابت: "فلانه" !!
رددت مرارا .. فلانه ؟
نعم !
أصبت بالدوار .. إنها هي !!

تلك التي كانت تختم بإسمها قائمة الأسماء ..أصبح إسمها قائدا يزين قائمة الشرف
ماذا جرى ؟؟
هل تدهور مستوى الطالبات إلى هذا الحد أم أنها تقدمتهن !!
ولكن فلانة ... يا إلهي ما الذي تغير ..!!

اتصلت  هي بعد غياب ..

بادرتها بالتهاني .. مبارك هذا الإبداع ولكن كيف صنعته
اجابتني بثقه..
أريد أن أنتهج المسار ال"علمي " وألتحق بعد ذلك بالجامعه
 وأريد أن أدرس .. وأن أفعل .. وأن أقرأ...
صمتت وأنهت الإتصال !!

واشتعل الرأس شيبا

نعم

إنها الإراده !!

حين اشتعلت بداخلها فجرت ذلك الجمود الذي سكنها أعواما
وهزمت ذلك التبلد الذي غطاها أياما
هي لم تكن أقل عقلا من غيرها .. ولكن كانت تسيرها العاده لا الإراده
  تذكرت حينها قول الشاعر........
على قدر أهل العزم تأتي العزائم            وتأتي على قدر الكرام المكارم

فهل يا ترى نحن نملك ما تملك فلانه التي تقبع في آخر كرسي في الفصل؟؟؟؟