بم سأعتذر يا أمي عن أعوام عمري التي مضت
والتي لم أكن أعرف فيها حقيقة قلبك .
أقسم يا أمي أنني عرفتك بحق !
حينما حملته حملاً خفيفاً ثم أثقلت ، تسعة من
الأشهر ، أتلكأ الخطى .
حينما أطلقت آهآت بجنح الظلام ، ذهبوا بي إلى
المشفى ، أدخلوني وحدي ، فبيت أتلوى من الألم حتى أشرقت الشمس ، وقلبك بالخارج يدق
بدقات قلبي ، لم تذق عيناك طعم النوم تلك الليله ،
حينما صرخت بأعلى صوتي ،صرخت وصرخت ثم أردفت
صراخي بالبكاء ،بكيت وبكيت ،فلم أجد سوى نظرات الأطباء البارده تصمت فمي ، وتسد
حنجرتي .
حينما حانت ساعة الصفر . لمحته طفلا صغيرا ،
أنستني صرخته عند لقائه للدنيا كل آلامي وأوجاعي ، وأحسست بسعادة غامره نادره .
حينما خرجت أنا وصغيري ، فاستقبلتي الحلوى
والتبريكات ، وبينما انشغل الجميع بمداعبة طفلي ، كنت تحملين فنجان القهوة بيدك
الحانيه ، وبعيناك قلق بالغ يمزجه فرح عميق على سلامة صحتي .
للتو يا أمي قد إستوعبت حديث النبي عليه أفضل
الصلاة والسلام ( ولا طلقة من طلقاتها )، وعرفت مدى تقصيري بحقك .