السبت، 8 يناير 2011

تركن بلادهن...لأجل الإسلام

ثلاثة طالبات من نيجيرا. جمعتني بهن أيامي الأولى في الجامعه.كنت أتحدث إلى زميلتي فشد نظري مشهد تلك الفتاه التي ترتدي حجابا لم أر مثله في حياتي.حجابا لايظهر منها شيئا قط.قدمت إلينا ثم ألقت السلام وكانت تتحدث اللغة العربية الفصحه...ولكن بصعوبه..كانت تستفسر عن دراستنا نظرا لتغيبها لمدة إسبوعين منذ بدأ الدراسه... سألتها :هل تتحدثين الإنجليزيه؟؟ أجابت بنعم وحينها فرحت فرحا كبيرا فقد كانت أول مره في حياتي  لإلتقي ناطقا بالإنجليزيه.... وعندها بحثت في ذاكرتي عن كل الجمل التي تعلمتها وبدأت بسردها..good.....nice to
.......i am very happy.......meet you
إلى غيرها مما فاضت به الذاكره..فما كان منها إلا أن إبتسمت بهدوء وهي تحاول التجاوب معي إلى أنني لم أفسح لها مجالا.إلى أن إنقضى اليوم. عرفت من خلال حديثي إليها أن لها أختان سيدرسن معنا بالكليه وانها مسلمه وكذالك والديها.أما أختها فقد كانت مسيحيه ثم أسلمت. وحينما سألتها عن السبب.أجابت لأن والديها يعتنقان المسيحيه.فقلت بتعجب :كيف يكون والديك مسلمين ووالديها مسيحيين ؟ألستما أخوات؟   أجابت :نعم .نحن أخوات في الدين .كان جوابها كفيلا بأن يحرك في ساكنا ويخبرني عن مدى فهم تلك الفتاة للإسلام..
وفي اليوم الثاني تغيبت الفتاه فلم  أجدها مع أنني كنت في غاية الحماسه للقاءها..
ثم أتى اليوم الثالث فرأيت ثلاثة فتيات يرتدين مثل حجابها عرفت أنهن أخواتها في الإسلام.القت السلام بوجه بشوش ثم عرفتني بهن ..وفي كل يوم أعرف عنهن أكثر .فيطول تعجبي!!!!!!!!!!!!!
ففي أحد الأيام تغيبت إحداهن  وعندما سألتهن عن السبب أجبن  بأن لديها أطفال ..فدهشت لنني لم أكن أعلم أنها متزوجه .فقد كانت صغيرة في السن.وما أثار دهشتي أكثر حين علمت أنهن جميعا تزوجن وأنهن أمهات . إحداههن لخمسة أطفال والأخرى لطفلين والثالثه لثلاثة اطفال..
وفي حديثي مع إحداهن أخبرتني بأنهن من المتفوقات .فقد أحرزن درجات عاليه والتحقن بكلية الطب في نيجيريا.وكان والد إحداهن يدعي الإسلام إلى أنه لا يصلي و لا يقوم بأمور دينه. فعندما التحقت إبنته بالجامعه .وكانت ترتدي الملابس الضيقه والبنطال وما شابه ..تعرفت على الرابطة الإسلاميه .وعندها أصبحت تحتجب وتغطي وجهها..فلاقت إثر ذالك تعذيب والدها حتى أصبحت الجامعه مأمنها الوحيد,,
أما الأخرى والتي اسلمت بعد المسيحيه .فقد كانت الجامعة أيضا سبب دخولها للإسلام.وعند إسلامها تلقت من والدها الضرب المبرح.فقد كان رئيسا لكنيسه ومتعصبا لدينه..
ولم تجد وسيلة تقيها من ويلات التعذيب سوى الهروب من المنزل والإلتجاء بأسوار الجامعه..وهناك كان ملتقى الفتيات الثلاث.لم تدم الجامعه مأمنا طويلا لهن فقد بدأت معاناة جديده.ففي العام الثاني لإحداهن بالجامعه .أخبرتني بأنها بدأت تجد المضايقات ممن حولها.نضرا لأنها الوحيده التي ترتدي غطاء الوجه.
كانت تتحدث إلي بلحظة هادئه أرعيتها كل سمعي.وكأني أعايش معاناتها بنفسي.قالت:في أحد الأيام كان الدرس بالمعمل وهو عبارة عن تجارب نكتب من خلال نكنتب من خلالها مشاهداتنا والنتائج النهائيه.فكتبت كل ما رأيت .وعندما أخذت دفتري وذهبت لأستاذي لتسليمه.
فوجئت بإتهامه لي بأنني لم ذالك بنفسي.بل نقلته من أوراق زميلاتي.فأخبرته بأني لم أفعل شيئا مما قال .وإن كان ثمة نوع من الغش فلربما هم من فعلوا.ولكنه رفض إستلام أوراقي.ومرت الأيام إلى أن جاء الدرس القادم.وقبل ان نبدأ دخل الأستاذ وتوجه نحوي مباشره وطردني إلى الخارج بلا سبب.ولا زلت أواجه تلك المعاناه بسبب إرتدائي للحجاب إلى حين قدوم الإمتحان النهائي.وبينما أنا في قاعة اللإمتحان أنتظر ورقة الأسئله بعد توقيعي وإستلامي ورقة الإجابه.إذ دخل مدير الجامعة بنفسه وقال لي إما أن ترتدي جيده أو إخرجي من هذه القاعه ولا تحضري إليها بعد اليوم .فقلت له:أتقول أرتدي ملابس جيده!!!!وهل هنالك أفضل مما أرتديه.وحينها خرجت من الجامعه متوجهة للمنزل وقد تركت دراسة الطب وإنقطع أملي فيه بعد إكمالي للسنة الأولى والثانيه.....
قلت في نفسي..ماذا لو نظرن فتياتنا والذين قد توفرت لهم كل السبل لكي يرتدين الحجاب  إلى أنهن تمردن عليه وإعتبرنه تضيقا ماذا لو نظرن لحال هؤلاء الذين تركوا دراسة الطب برمتها ..تركوا ذالك المنصب العالي من الدراسه والذي كدوا لأجله طوال السنين الماضيات لأجل إرتداء الحجاب!!!!!!
لازلت لاأصدق ما سمعته منها وكأنني أقرأ رواية من الروايات أو أستمع لقصة طغى عليها الخيال...
سبحانه جل في علاه إذ قد شرح صدورهن للإسلام حتى تشربت عروقهن بمعانيه ومقتضياته.... وعندما سألتها عن سبب تركم لبلادهم ؟؟؟؟؟؟ أجابت بأن هنالك سببان لذالك الأول رغبتهن في دراسة الطب نظرا لقلة الطبيبات ببلادهن مما يدفع النساء للذهاب إلى الرجال وذالك ليس جيدا بالنسبة للإسلام.......أما السبب الثاني أن والد الفتاة التس أسلمت لازال يبحث عن إبنته متوعدا إياها بالسجن وكذالك الذين تقطن معهم....
أما عن حالهم بهذه البلاد فهن يكابدن من المآسي ما الله به عليم حيث لا مصدر للمال الذي يسد حاجاتهن.. فأزواجهم أيضا يدرسون بالجامعات بعد أن وجدوا جميعا دعما من إحدى المنظمات للدراسة بالجامعات.وبذالك تخلصوا من تكاليف الدراسه أما المعيشه فلا زالت تسير بمشقه..بمسكنهم يبعد كثيرا من الجامعه..وليس به خدمات الماء والكهرباء...ومع ذالك فهن يكافحن ويكابدن لا لإجل راحتهن بل لخدمة المسلمات وسترهن...
إخوتي وأخواتي.............
إني والله لا أكتب قصة أملها خيالي..بل كتبت قصة حاولت الإختصار في كثير من مأساتها ...ويكفي ما كتبت ليحرك الإسلام في دواخلنا  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليقك...لتقدم خطوات